(( الاســــــــلام فــــــــى العــــــــالم 2011 ))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

(( الاســــــــلام فــــــــى العــــــــالم 2011 ))

(( زمن التغيير ))
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإسلام في أمريكا بين إنجريد والإمام طالب عبد الرشيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 185
تاريخ التسجيل : 16/02/2011

الإسلام في أمريكا بين إنجريد والإمام طالب عبد الرشيد Empty
مُساهمةموضوع: الإسلام في أمريكا بين إنجريد والإمام طالب عبد الرشيد   الإسلام في أمريكا بين إنجريد والإمام طالب عبد الرشيد Icon_minitimeالأحد مايو 06, 2012 12:02 am

بمناسبة شهر رمضان الكريم، رأيت أن أكتب هذا الأسبوع عن المسلمين من أصول أمريكية، تمييزاً لهم عن مسلمين هاجروا إليها من بلدان أخرى، وتجنسوا بأحد الجنسيتين الكندية أو تلك الخاصة بالولايات المتحدة. ولأن البلدين في أمريكا الشمالية، حيث فرص الحياة الأفضل، والحرية الأرحب، فقد قصدهما ملايين المهاجرين من شتى أنحاء الأرض. وكان من الأواخر بينهم العرب والمسلمين، الذين وفدوا في أواخر القرن التاسع عشر، وخاصة من بلاد الشام، وحيث اشتد قهر الإمبراطورية العثمانية على شعوبها من غير الأتراك. ثم تصاعدت موجات أخرى خلال الخمسين سنة الأخيرة من القرن العشرين نتيجة استبداد وفساد أنظمة الحكم في معظم البلدان الإسلامية، من باكستان إلى إيران ومصر وسوريا والسودان والجزائر وليبيا. ويقدر عدد المسلمين في القارة الأمريكية بحوالي عشرة ملايين، منهم مليوناً على الأقل، من المولودين لآباء وجدود أمريكيين، واعتنقوا الإسلام بإرادتهم الحرة.

ومن أولئك الذين اعتنقوا الإسلام بمحض إرادتهم مئات الألوف من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية الذين أُجبر أسلافهم على العبودية، بعد حرب أهلية طاحنة في أواخر القرن التاسع عشر (1860-1864). ورغم انتصار الشمال بقيادة الرئيس أبراهام لنكولن، على الجنوب، والإلغاء الرسمي للعبودية، إلا أن ممارسات التفرقة العنصرية استمرت إلى منتصف القرن العشرين. بل ولم تختف تماماً إلى الوقت الحاضر. وقد كان ذلك مدعاة لآلاف من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية، أي أحفاد العبيد، للبحث عن جذورهم في القارة السوداء. وعن التراث الديني لتلك القارة، والذي اشتمل على الإسلام. فذهب أحد زعماؤهم إلى أن الإسلام هو دين الجنس الأسود، وان الجنس الأبيض هو "جنس شيطاني" (White Devils )، وغير الرجل اسمه إلى "الحاج محمد"، رغم أنه لم يحج إلى البيت الحرام في مكة، وأطلق الرجل على أتباعه اسم "المسلمون السود" (Black Muslim ). ولكن بعض هؤلاء الأتباع اكتشفوا، من خلال الطلبة العرب المسلمين، أن الإسلام كما يمارسه أصحابه في مواطنهم الأصلية هو دين لا يعرف التفرقة على أساس اللون أو العنصر. وشجعوا أحد هؤلاء الأتباع وهو "مالكولم إكس" (Malcolm X ) على أن يحج إلى مكة، ويزور مصر، حتى يتعرف على الإسلام والمسلمين بطريقة مباشرة. وفعلاً، حينما طاف مالكولم إكس حول الكعبة، ورأى مسلمين أفارقة سود مثله، وآخرين سمر، وبيض وشقر، أيقن عالمية وتعددية الإسلام، كدين للحرية والمساواة. وعاد إلى أمريكا بفهم جديد ورسالة جديدة. وكان مالكولم إكس مارداً، حاد النظرات، قوي الشكيمة، وخطيباً مفوهاً. وجذبت كتاباته وأحاديثه ملايين الأمريكيين الزنوج. ولكن القدر لم يمهله لاستكمال رسالته. فقد طالته يد الاغتيال بعد عودته من مكة بسنوات قليلة.

ولكن سيرته والأفلام التي أنتجت عن حياته أبقت على الإسلام كدين احتجاجي يعتنقه آلاف الأمريكيين الزنوج سنوياً، ويأتي بعضهم للدراسة في الأزهر بمصر، أو يتردد على عشرات المدارس والمساجد التي أنشأها مسلمون أمريكيون أصلاء سود، أو مسلمون وافدين. وقد غير كثير من المسلمين الأمريكيون السود أسمائهم إلى أسماء إسلامية ـ مثلما فعل بطل الملاكمة العالمي كاشيوس كلاي، الذي غير أسمه إلى "محمد علي"، أو لاعب كرة السلة الأشهر، الذي غير اسمه إلى "كريم عبد الجبار". ومن هؤلاء أيضاً من التقيته مؤخراً في مؤتمر عن "الإيمان والحرية"، وهو الذي أطلق على نفسه اسم " الشيخ طالب عبد الرشيد"، وهو إمام مسجد "الأخوة الإسلامية"، بحي هارلم الشهير في مدينة نيويورك. وقد أعتنق الإمام طالب الإسلام عام 1971، أي منذ ستة وثلاثين عاماً، متأثراً بمالكولم إكس. وأصبح إماماً للمسجد عام 1989، بعد أن درس وأدى فريضة الحج.. وهو الآن أحد الزعماء الدينيين المرموقين في نيويورك والولايات المتحدة. كما أصبح عضواً في العديد من المجالس واللجان الرئاسية للحوار والتعاون بين أصحاب الديانات المختلفة التي يحفل بها المجتمع الأمريكي.

ومن الشخصيات الأخرى التي التقيتها في مؤتمر "الإيمان والحرية"، الذي دعى إليه الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر"، شخصية نسائية فذة هي إنجريد ماتسون (Ingrid Mattson )، أستاذة الدراسات الإسلامية، ومديرة مركز ماكدونالد للدراسات الإسلامية في هارتفورد. وكانت أحد تلاميذ العلامة الباكستاني ظفر الرحمن، بجامعة شيكاغو، أحد أهم الجامعات الأمريكية، ومنها حصلت إنجريد على الدكتوراه، عام 1999. ولكنها قبل ذلك قضت عدة سنوات بين باكستان وأفغانستان، في أعمال إغاثة اللاجئين. واعتنقت الإسلام عام 1987. ومنذ ذلك الوقت فقد تفانت في خدمة الإسلام والمسلمين، فكراً، وعلماً، وممارسة. واعترف لها المسلمون في أمريكا الشمالية بهذا المجهود، فانتخبوها كأول رئيسة للجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية (ISNA )، وهي تضم حوالي مائة ألف عضو عامل، يحضر ثلثهم المؤتمر السنوي الذي يُعقد في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من شهر أغسطس. في أحد المدن الكبرى.

إن انتخاب إنجريد ماتسون لأن تكون مديرة لأقدم مركز للدراسات الإسلامية، ثم لتكون أول رئيسة لأهم تنظيم للمسلمين في القارة الأمريكية هو تعبير صادق عما يحدث للإسلام والمسلمين في القارة الأمريكية. فهم عادة في الجيل الأول الوافد يكونوا أكثر تزمتاً ودفاعية عن دينهم. ويدفعهم ذلك إما إلى "العدوانية" أو "الانسحاب" من معترك الحياة العامة. ولكن مع الجيل الثاني يكونون قد تمرسوا بفلسفة وأساليب الحياة في المجتمع الأمريكي. وهو مجتمع مهما كرهنا حكومته وسياساتها، إلا أنه من أكثر مجتمعات العالم انفتاحاً، ومساواة، وتعددية، وحرية. لذلك، يقصده التواقون إلى هذه القيم وهذه الفرص من كل أنحاء العالم، ومنهم العرب والمسلمون.

ويجرى عليهم ما جرى على غيرهم من "أمّركة"، يسميها علماء الاجتماع "الإناء الصاهر" (Melting Pot ). فالثقافة الأمريكية وأنظمة العمل والسياسة، هي بمثابة ماكينة ضخمة، يدخلها كل وافد بشكله وطبعه الأصلي من ناحية، ويخرج منها منصهراً ومختلفاً من الناحية الأخرى. وكأي شيء ينصهر مع أشياء أخرى، لا تختفي صفاته الأصلية تماماً، ولكن يظهر عليها تغيير محسوس وملموس. من ذلك أنه يصبح أكثر تسامحاً وتقبلاً للآخر المختلف عنها ديناً وطائفة ولغة. فأغلب الظن أنه سيعمل في مكان مع آخرين يختلفون عنه في صفات كثيرة. وبسبب تعددية هذا الاختلاف، فلا بد من ضوابط يتعلم الجميع احترامها للعمل، وللثواب والعقاب والتعايش. وهو يدرك بسرعة أن الأداء الجيد في الدراسة أو العمل أو الرياضة أو الترفيه ـ يتم تقديره مادياً ومعنوياً. وربما لهذا السبب تظهر في المجتمع الأمريكي، رغم كل مشاكله، الكفاءات والعبقريات، أكثر مما تظهر في مجتمعات أخرى أكبر منه سكاناً (مثل الصين والهند)، أو أكثر منه ثراء مثل غرب أوروبا وبروناي والخليج. وما كان لمصري عربي مسلم، مثل أحمد زويل، أن يجد ما وجده من فرص وإمكانيات للقيام بالبحوث العلمية المتميزة، والتي أوصلت جائزة نوبل إليه، إلا في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي.

وقد تعلم المسلمون الأمريكيون أن يناضلوا بنفس الأدوات الأمريكية لأخذ حقوقهم والدفاع عن أنفسهم كأفراد وجماعات. لذلك فرغم ما تعرض له بعضهم من تفرقة أو اضطهاد، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، فإنهم لم يتركوا أو يفرّوا أو يهجروا، ولكن قاوموا بوسائل قانونية سلمية، وذهبوا بقضيتهم للرأي العام الأمريكي، الذي هو في الأصل يتكون من مهاجرين سابقين، أي مواطنين من ذوي الأقدمية. بل إن حملة العلاقات العامة التي قامت بها المنظمات والجماعات الإسلامية ـ مثل تلك التي تقودها الدكتورة إنجريد ماتسون، الشقراء، والإمام طالب عبد الرشيد الزنجي الأسود، أدت إلى انحسار التفرقة والاضطهاد بسرعة. وأكثر من ذلك أقبل الأمريكيون بمعدلات متسارعة، في السنوات الست التالية على تعلم اللغة العربية ودراسة الإسلام. وأصبح هناك طلب كبير على المؤهلين لتدريس هذه الموضوعات، لا فقط في الجامعات ولكن أيضاً في المدارس الثانوية.


ولأن أمريكا ـ رغم كل سيئات حكومتها ـ ديمقراطية، فقد تعلم مسلموها تنظيم أنفسهم والمشاركة السياسية. وأصبح لهم أعضاء في البرلمانات المحلية، وأخيراً في الكونجرس، بعد انتخابات نوفمبر 2006. وهم الذين يصرّون أن يحلفوا اليمين على "القرآن"، كتابهم المقدس، بدلاً عن الإنجيل، الكتاب المقدس لغيرهم. وقد أقرتهم المحاكم والمجالس المنتخبة، على ممارسة هذا الحق.

إن جزءاً من عظمة وخلود الإسلام، هو أن معتنقيه وجدوا فيه من الآيات الإيمانية والروحية والعلمية ما يمكّنهم من التكيف في بيئات جغرافية مختلفة، وثقافات متنوعة، من الصين إلى الأرجنتين، ومن الجزيرة العربية إلى جزيرة مانهاتن الأمريكية. وقد دخلت مائدة الإفطار الرمضانية كتقليد مستحدث في البيت الأبيض سنوياً. فاللهم أعز الإسلام بمعتنقيه الجدد من الأمريكيين. ورمضان كريم.


--------------------


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://difhdbgh.yoo7.com
 
الإسلام في أمريكا بين إنجريد والإمام طالب عبد الرشيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انتشار الإسلام في أمريكا
» صورة الإسلام في أمريكا: الجذور والحاضر
» قصة الإسلام في الصين
» الإسلام فى أمريكاالأفلام الوثائقيـــة والعلميـــــــة
» الإسلام في الهند

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
(( الاســــــــلام فــــــــى العــــــــالم 2011 )) :: الاسلام فى مصر :: ( منتدى الإسلام في أمريكا )-
انتقل الى: